24-مايو-2024
حرب على مستشفيات غزة

(Getty) طفل فلسطيني فوق ركام منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

حرب المستشفيات هي الثابت الأساسي من عدوان إسرائيل على غزة، في يومه الـ231. وبينما يحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفيات العودة وكمال عدوان ويسعى لإخراجها عن الخدمة، فإن مستشفيات رفح تخرج عن الخدمة، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح توقف عن العمل نتيجة نفاد الوقود. فيما يتواصل القصف الإسرائيلي على كافة أنحاء قطاع غزة.

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا في قصف جوي وبري في أنحاء قطاع غزة يوم الخميس، مع استمرار الهجوم على مدينة رفح جنوب القطاع.

ويواصل جيش الاحتلال تقدمه تجاه جنوب شرق رفح، إذ يصل إلى محيط يبنا غربي مدينة رفح، مع استمرار الهجوم على المناطق الشرقية. كما يتقدم جيش الاحتلال تجاه أطراف مخيم الشابورة، وسط قصف صاروخي، ومدفعي، وإطلاق نار.

قال مدير مستشفى أبو يوسف النجار للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال يتعمد إخراج مستشفيات القطاع عن الخدمة"

في موازاة ذلك، كثفت جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري على جباليا، حيث دمر الجيش عدة مناطق سكنية، وقصف بلدة بيت حانون القريبة.

وفي جباليا يواصل جيش الاحتلال استهداف عدة مناطق بما فيها وسط المخيم. وأكدت مصادر محلية، استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلًا في حي الفاخورة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي يشهد سلسلة غارات عنيفة.

وكشفت مشاهد نشرها "التلفزيون العربي" عن استهداف قناصة الاحتلال أهالي مخيم جباليا، على نحو متكرر.

واستشهد فلسطينيان في قصف طائرات الاحتلال منزلًا في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وأطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف على أحياء مختلفة من مدينة غزة، وأحياء الزيتون، وتل الهوى، والرمال الجنوبي، والصبرة، ومنطقة الشيخ عجلين.

وفي هذه الأثناء، تتقدم قوات الاحتلال نحو مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وتحاصر عددًا من طواقمه الطبية والجرحى.

واستهدفت مدفعية الاحتلال منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية على منازل المواطنين.

كما قصف طيران الاحتلال الحربي شقتين سكنيتين في شارع النفق شمال مدينة غزة، والأيوبي في حي الدرج، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح مختلفة.

وأطلقت آليات الاحتلال والطائرات المسيرة وابلًا من الرصاص في منطقة مسجد علي بن أبي طالب، وشارع 8 جنوب مدينة غزة. وتواصل زوارق الاحتلال الحربية إطلاق القذائف على ساحل مدينة غزة.

وفي جنوب قطاع غزة، تحلّق طائرات "كواد كابتر" في محيط المستشفى الأوروبي شرق مدينة خانيونس، وآليات الاحتلال العسكرية تتقدم من المنطقة الشرقية لمدينة.

وقالت مصادر محلية لـ"الترا فلسطين" إن 12 فلسطينيًا سقطوا في غارة جوية على مخزن لوزارة الشؤون الاجتماعية شرق مدينة دير البلح.

وقال الطبيب عز الدين شاهين، العامل في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، أن الوقود نفد من المستشفى، وكان قرار إدارة المستشفى إيقاف كافة العمليات باستثناء حالات حفظ الحياة؛ نظرًا لعدم توفر الوقود لتشغيل المولدات. وأشار إلى أن هذا الأمر لم ينجح، مع وصول إصابات خطيرة نتيجة القصف. وأكد بعد ساعات توقف كافة أقسام المستشفى عن العمل.

بدوره، قال مدير مستشفى أبو يوسف النجار للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال يتعمد إخراج مستشفيات القطاع عن الخدمة". مضيفًا: "المستشفى الكويتي برفح في دائرة الخروج عن الخدمة بفعل الاستهدافات اليومية".

وتابع مدير مستشفى أبو يوسف النجار للعربي: "نحو مليون وخمسمئة ألف شخص في رفح يعتمدون على مستشفى شهداء الأقصى".

انتظار قرار المحكمة

ومن المتوقع أن تصدر محكمة العدل الدولية حكمًا جديدًا بشأن سلوك إسرائيل في عدوانها على غزة، يوم الجمعة. وسط تكهنات بأن محكمة العدل الدولية قد تأمر بوقف الهجوم الإسرائيلي.

وطلبت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي من محكمة العدل الدولية، أن تأمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفي رفح على وجه الخصوص، قائلة إن ذلك ضروري لضمان بقاء الشعب الفلسطيني.

وتشير التقديرات في إسرائيل، إلى أن المحكمة الدولية قد توقف الهجوم على رفح في أقل قرار لها، وقد تطلب وقف الحرب في كافة غزة. فيما أكدت مصادر إسرائيلية على عدم نية تل أبيب الالتزام بالقرار.

إسرائيل تبحث التفاوض

ومع ضغوط متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، تقرر العودة إلى استئناف مفاوضات صفقة التبادل، وتقديم مقترح إسرائيلي ليشكل أرضية المحاولة الجديدة من المفاوضات.

وبحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أبلغ أعضاء مجلس الحرب أن هناك حاجة ملحة للتوصل إلى صفقة تبادل.

وأشار الموقع نفسه، إلى أن قادة الأجهزة الأمنية والطاقم المفاوض الإسرائيلي دعوا إلى صفقة تبادل، حتى لو كان الثمن بحث مقترح وافقت عليه حماس.

وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن "احتمال التوصل إلى اتفاق صفقة تبادل خلال الفترة القريبة ضئيل". وأضافت: "الوفد المفاوض حصل على موافقة لإبداء مرونة معينة استنادًا إلى مقترح إسرائيل".

ونقلًا عن مصادر سياسية إسرائيلية، جاء في "هآرتس": تقديراتنا أن التقدم في مفاوضات صفقة التبادل سيكون بطيئًا وتدريجيًا.

وقال دبلوماسي أجنبي للصحيفة الإسرائيلية: "بذلنا جهودًا كبيرة خلال الأيام الماضية لعودة الأطراف إلى طاولة مفاوضات صفقة التبادل". مشيرةً إلى أن "القرارات التي اتخذها مجلس الحرب الليلة الماضية لا تكفي لجسر الهوّة مع حركة حماس والتوصّل إلى اتفاق".

ووفق القناة 13 الإسرائيلية، فإن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، سيزور المنطقة قريبًا لتحريك ملف المفاوضات. مشيرةً إلى أن رئيس الموساد سيلتقي مدير سي آي إيه خارج إسرائيل لبحث تحريك صفقة التبادل. وذكرت القناة أن تل أبيب أبدت استعداها قبول مقترح يتضمن الإفراج عن أقل من 33 أسيرًا إسرائيليًا بخلاف المرة السابقة.

وبالتزامن مع التصريحات الإسرائيلية، أعلنت كتائب القسام عن أسرها العقيد آساف حمامي، قائد المنطقة الجنوبية في لواء غزة بجيش الاحتلال، يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، مشيرةً إلى إصابته خلال العملية. ويُعدّ آساف حمامي أعلى رتبة عسكرية من جيش الاحتلال تقع في الأسر، منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي.

بدوره، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان للتلفزيون العربي: إن "إسرائيل تعتدي على فلسطين، وتحتل أراضيها وترتكب جرائم في غزة، والقاهرة تتابع بدقة الحرب على غزة وتتدخل لإنهائها".

وأضاف: "التصرفات الإسرائيلية قد تدفع المنطقة كلها إلى مزيد من توسيع الصراع"، مشيرًا إلى أن "مصر تعلن صراحة إغلاق معبر رفح من الجانب المصري بسبب السلوك الإسرائيلي".

وأوضح رشوان: "مصر لم تغير أي أوراق في مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل غير مهيئة لمفاوضات جادة بشأن وقف إطلاق النار".

أمراض تنتشر في غزة

حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يوم الخميس، من أن أعداد المصابين بالأمراض المعدية تتزايد في قطاع غزة وفق ما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية.

وقالت الأونروا في منشور على منصة "إكس": "تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أعداد المصابين بالأمراض المعدية بما في ذلك الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ)، آخذة في الارتفاع في غزة".

وأضافت أنها تواصل تقديم الرعاية الصحية، "لكنّ الملاجئ المكتظة ومحدودية الصرف الصحي بسبب النزوح القسري تشكل مخاطر صحية شديدة" على أهالي غزة، مؤكدة الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، لمعالجة الأزمة الصحية المتفاقمة في القطاع.

مواجهة بدون توقف

قالت كتائب القسام إنها قصفت قوات جيش الاحتلال في محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح بقذائف الهاون. في بلاغ تكرر بعد ساعات.

وأشارت إلى استهداف 3 دبابات إسرائيلية في مخيم جباليا، بالإضافة إلى تفجير عين نفق فُخِّخت مسبقًا بـ"قوة صهيونية راجلة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في بيت حانون شمال قطاع غزة".

وقالت سرايا القدس: "قصفنا تموضعًا لصيانة آليات العدو شرق المحافظة الوسطى برشقة صاروخية من نوع107 محققين إصابات مباشرة". كما أشارت إلى قصف على تحشدات عسكرية جنوب شرق رفح، وعملية قصف أخرى تجاه جيش الاحتلال في محيط بوابة صلاح الدين في رفح، واستهداف آخر على شرق مخيم جباليا، بالإضافة إلى استهداف على "محور نتساريم" وسط قطاع غزة، الذي أعلن عن تنفيذ عملية قنص فيه أيضًا.

وفي بلاغ آخر يوم أمس، قالت سرايا القدس: "استهدفنا بالاشتراك مع قوات عمر القاسم دبابة صهيونية من نوع ميركافا بقذيفة "تاندوم" بالقرب من مسجد عائشة في مخيم جباليا".

بدوره، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ 10 عمليات قصف وإطلاق صواريخ تجاه المواقع والمعسكرات الإسرائيلية على الحدود الشمالية.