26-مايو-2024
قصف إسرائيلي على غزة

(AP) أسرت المقاومة جنودًا إسرائيليين في جباليا

في تحدٍ مستمر للمجتمع الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، التي أمرت بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تواصل إسرائيل لليوم الـ233 على التوالي قصف القطاع واستهداف المدنيين العُزَّل مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا الذين يقترب عددهم من 120 ألف شهيد وجريح.

ويأتي استمرار القصف الإسرائيلي وسط حديث متواصل عن إمكانية استئناف مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إضافةً إلى إعلان "كتائب القسام"، الجناح العسكري للحركة، أسر جنود إسرائيليين في عملية نوعية في مخيم جباليا شمال القطاع، وذلك في وقت يواصل فيه الإسرائيليون التظاهر للمطالبة بصفقة تبادل.

واستُشهد 6 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف جوي استهدف منزلًا لعائلة "قشطة" في منطقة خربة العدس شرق مدينة رفح جنوب القطاع. وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت وسط وشرق المدينة تزامنًا مع قصف مدفعي طال مخيم يبنا وسط المدينة، ومنطقتي سوق الحلال وحي قشطة جنوبًا.

أعلنت "كتائب القسام"، للمرة الأولى منذ بدء العدوان، أسر جنود إسرائيليين في عملية نوعية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة

وقصفت طائرات الاحتلال منزلًا في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، واستهدفت مدفعيته مخيم جباليا. بينما تعرّض مخيم 2 بمخيم النصيرات، وسط القطاع، لقصف جوي طال شقة سكنية في برج الإيمان.

وفي تقريرها الإحصائي اليومي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 35.903 شهداء و80،420 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وقالت إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الماضية، 5 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 46 شهيدًا و130 مصابًا. ولفتت إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

أسر جنود إسرائيليين في جباليا

في الأثناء، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة شمال وجنوب قطاع غزة، وتنفيذ العمليات العسكرية ضد جنودها وآلياتها.

وقال الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، في كلمة صوتية بعد منتصف ليل السبت – الأحد، إن المقاومة مستمرة في مواجهة قوات الاحتلال: "في كل شارع وحي ومدينة ومخيم في قطاعنا من بيت حانون إلى رفح".

وأكد أن مقاتلي الكتائب: "كانوا ولا زالوا لقوات العدو بالمرصاد، فنفذوا عشرات العمليات ضد قواته على مدار أكثر من أسبوعين في جباليا ورفح وبيت حانون وفي كل محاور العدوان والتوغل".

وأضاف قائلًا: "كان آخر هذه العمليات عملية مركبة نفذها مجاهدون عصر اليوم السبت شمال قطاع غزة، حيث استدرج مجاهدون قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا وأوقعوها في كمين داخل هذا النفق وعلى مدخله".

وأعلن أبو عبيدة أسر جنود إسرائيليين في هذه العملية، حيث قال: "تمكن مجاهدونا بفضل الله وقوته من الاشتباك مع أفراد هذه القوة من مسافة صفر، ومن ثم هاجم مجاهدونا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان وأصابوها بشكل مباشر، ومن ثم انسحب مجاهدون بعد تفجير النفق المستخدم في هذه العملية بعد أن أوقعوا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها".

وعلّق جيش الاحتلال الإسرائيلي على عدم وجود أي واقعة اختطف خلالها جندي إسرائيلي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وقال في منشور على منصة إكس: "لا وجود لأي واقعة اختطف خلالها جندي إسرائيلي".

وبثت كتائب القسام، بالتزامن مع كلمة أبو عبيدة، فيديو يظهر أسر جثة جندي، ذكرت فيه أن "هذا ما سمح بنشره" في هذه المرحلة، فيما قال أبو عبيدة: "سنكشف عن تفاصيل جديدة لهذه العمليات في الوقت المناسب".

وكانت الكتائب قد أعلنت، أمس السبت، استهدافها دبابتين إسرائيليتين من نوع "ميركافاه 4" بقذيفتي "الياسين 105" في محيط مسجد الإمام علي شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وقالت إن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي ببندقية "الغول" القسامية في منطقة المشروع شمال شرق معسكر جباليا.

وفجّر مقاتلو الكتائب منزلًا مفخخًا في قوة إسرائيلية خاصة بجوار عمارة حبوب في المخيم، وأوقعوا أفرادها ما بين قتيل وجريح. كما تمكنوا من تفجير عبوة "رعدية" في قوة من الجنود الإسرائيليين قرب عين نفق شرق المخيم، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

واستهدفوا دبابة من نوع "ميركافاه 4" خلف مدارس أبو زتون، وأخرى على مفترق البرعي، بقذائف "الياسين 105" في المخيم نفسه.

وكانت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنت بدورها، أمس السبت، استهدافها بصاروخ موجه من نوع "107" تجمعًا لجنود وآليات جيش الاحتلال المتوغلة في منطقة تبة زارع شمال شرق مدينة رفح.

كما قالت السرايا إنها قصفت تجمعًا لجنود وآليات الاحتلال في حي القصاصيب بمدينة جباليا شمال قطاع غزة، بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60. واستهدفت تموضعًا لجنود الاحتلال على خط الإمداد جنوب تل الهوا في محور نتساريم بقذائف الهاون أيضًا.

ما يحدث بغزة إبادة جماعية

وفي سياق آخر، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة "حماس" ستُستأنف الأسبوع القادم.

وقالت الهيئة إن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع، عاد صباح السبت من باريس، حيث التقى هناك، الجمعة، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشأن مفاوضات التبادل والتهدئة.

وأضافت: "في أعقاب اللقاء، أعلنت إسرائيل رسميًا أن مفاوضات الصفقة ستستأنف الأسبوع المقبل"، لكنها لم تذكر يومًا محددًا لاستئناف المفاوضات.

إلى ذلك، دعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، أمس السبت، إلى فرض عقوبات على "إسرائيل" وتعليق العلاقات الدبلوماسية معها إلى أن تنصاع لقرار محكمة العدل الدولية بوقف هجماتها على رفح جنوب القطاع.

وقالت ألبانيز، في منشور على منصة "إكس"، إن: "إسرائيل كثّفت هجماتها على مدينة رفح بعد أن أمرتها محكمة العدل الدولية وقف عمليتها في المدينة"، مضيفًة أن: "الأنباء التي تصلني من الناس المحاصرين في مدينة رفح مروعة. إسرائيل لن توقف هذا الجنون حتى نقوم نحن بوقفه".

وأكملت قائلةً: "يجب على الدول الأعضاء فرض عقوبات على إسرائيل وحظر تزويدها بالأسلحة وتعليق العلاقات السياسية والدبلوماسية معها حتى تتوقف عن هجومها"، الذي خلّف مئات الشهداء والجرحى، وتسبب بموجة نزوح جديدة، وفاقم الأزمة الإنسانية بالقطاع.

وفي خطوة لافتة، وصفت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، أمس السبت، ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية حقيقية"، ما يعكس تحولًا واضحًا في موقف الحزب الاشتراكي الإسباني الذي تنتمي إليه روبليس، ويقود الائتلاف الحكومي، تجاه الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة.

ويأتي تصريح روبليس التي شددت على أنه لا يمكن لمدريد تجاهل ما يحدث في غزة، عقب أيام على إعلان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، اعتراف بلاده رسميًا بدولة فلسطين اعتبارًا من 28 أيار/مايو الجاري، إلى جانب كل من أيرلندا والنرويج.