24-مايو-2024
صفقة التبادل

(Getty) المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدعم صفقة تبادل الأسرى

أعلن الجيش الإسرائيلي عن استعادة جثث 3 أسرى من قطاع غزة، خلال العدوان العسكري على مخيم جباليا شمال القطاع. وجاءت الأنباء، بالترافق مع تحرك أميركي من أجل إحياء مفاوضات صفقة التبادل.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، والذي كان المنخرط الأساسي من الولايات المتحدة في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، يعتزم السفر إلى دولة أوروبية خلال نهاية الأسبوع، بهدف لقاء رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديدي برنياع، حول محاولة إحياء المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

تشكك مصادر إسرائيلية عدة في إمكانية حصول تقدم سريع في مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار

ومن المتوقع أن تُستأنف المحادثات في مكان لم يكشف عنه في أوروبا خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال مسؤول أميركي إن بيرنز كان على اتصال وثيق مع المفاوضين المصريين والقطريين حيث يتطلع الوسطاء إلى إعادة المحادثات إلى مسارها الصحيح.

وفي أوائل شهر أيار/مايو، قام بيرنز بجولات دبلوماسية مكوكية بين مصر وإسرائيل في محاولة للضغط من أجل بدء المرحلة الأولى من الاتفاق. ومن المتوقع أن تكون المحادثات في الأيام المقبلة هي الأولى منذ انتهاء تلك الجولة من المفاوضات.

وفي سياق آخر، كشف موقع "بوليتيكو" أن إدارة بايدن تدرس تعيين مسؤول أميركي ليكون كبير المستشارين المدنيين لقوة معظمها فلسطينية عندما تنتهي الحرب في غزة، ضمن محاولة أميركية للانخراط بشكلٍ أكبر في قطاع غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وافق، يوم الأربعاء، على توسيع ولاية فريق المفاوضات الإسرائيلي.

وطرح المفاوضون الإسرائيليون خلال الأيام الأخيرة مقترحًا جديدًا لاستئناف محادثات التبادل. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الاقتراح الإسرائيلي الجديد يتضمن الاستعداد لمزيد من التنازلات بشأن عدد الأسرى الأحياء الذين سيُطلق سراحهم لأسباب إنسانية في المرحلة الأولى من الصفقة. إذ خلال الجولة الأخيرة من المحادثات في القاهرة، طالبت إسرائيل حماس بالإفراج عن 33 أسيرًا على قيد الحياة، من النساء والرجال فوق 50 عامًا، في المرحلة الأولى من الصفقة. فيما تشير حماس إلى أن حوالي 18 أسيرًا يندرجون ضمن هذه الفئات. وعرضت إعادة جثث نحو 15 قتيلًا أسيرًا للوصول إلى العدد.

كما تضمن الاقتراح الإسرائيلي الاستعداد لمناقشة مطلب حماس بـ "الهدوء المستدام" في قطاع غزة في المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تشمل إطلاق سراح الأسرى جميعهم.

وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، تحدثت لصحيفة "هآرتس"، أمس الخميس، فإن "فرص التوصل إلى صفقة تبادل مع حماس في المستقبل القريب منخفضة". وبحسب عدة مصادر، فإن القرارات التي اتخذها المجلس الحربي الإسرائيلي من أجل إعادة المفاوضات وتقديم لن تكون كافية لسد الفجوات مع حماس.

وأوضح مصدر إسرائيلي أن فريق التفاوض الإسرائيلي حصل على الإذن بإبداء "بعض المرونة" في المحادثات، بناء على الاقتراح الأخير الذي وافقت عليه إسرائيل وليس على الخطوط العريضة التي وافقت عليها حماس قبل نحو أسبوعين. وقدر المصدر أن "التقدم في المحادثات، إذا حدث، سيتم تحقيقه ببطء".

وقالت المصادر المطلعة على مناقشة مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، إنها كانت "طويلة وشاملة ومهنية". وأضافت المصادر أن "النقاش تناول الأفكار التي طرحها فريق التفاوض والتي تهدف إلى إنقاذ الاتصالات من الطريق المسدود الذي وصلت إليه، والتعامل مع مطلب حماس بوقف كامل للأعمال العدائية". 

وقال أحد المصادر الإسرائيلية، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحركت بشكلٍ موحد من أجل دعم صفقة التبادل. وأكد دبلوماسي أجنبي مطلع على المحادثات أنه تم بذل الكثير من الجهود في الأيام الأخيرة لـ"تجديد المحادثات بين الطرفين وصياغة حل مبتكر لمسألة وقف إطلاق النار".

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، خلال مشاركته في جلسة كابينيت الحرب الإسرائيلي التي عقدت الليلة الماضية، إن "الحاجة باتت ملحة" للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس يفضي إلى إطلاق تبادل الأسرى الإسرائيليين.

هل يتراجع نتنياهو؟

بعد نشر عائلات الأسرى في أسر المجندات من موقع ناحل عوز العسكري، بهدف الضغط على الحكومة الإسرائيلية. قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "الحقيقة البسيطة هي أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق في ظل الظروف السائدة. وأي تحرك آخر للإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل أسرى إسرائيليين قد يكلفه حكومته. لقد كان بالكاد قادرًا على إقناع شريكيه المتطرفين، سموتريتش وإيتمار بن غفير، بعدم تخريب الصفقة الأولى، التي وقّعت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي لم تكلف إسرائيل شيئًا تقريبًا".

وأضاف هارئيل: "من الصعب تصديق أن هذين الطرفين [سموتريتش وبن غفير] سيوافقان على صفقة أخرى، والتي سيتعين على إسرائيل الآن أن تدفع مقابلها بتنازلات أكبر. وأهم هذه الأمور يتعلق بمطلب حماس الأساسي في المفاوضات: وقف الحرب. ومن ناحية أخرى، هو ثمن سيجد نتنياهو صعوبة في دفعه، لأنه بذلك يكون قد اعترف بأنه لا يستطيع تحقيق أهداف الحرب، كما وعد الجمهور". وأوضح هارئيل: "ركزت المشاورات الأخيرة حول المفاوضات على ما إذا كان من الممكن التفاوض على عرض جديد".

في مقالة أخرى، أشار هارئيل، نقلًا عن والدة أحد أسيرات إلى وصفها نشر الفيديو بـ"الرصاصة الأخيرة". وتابع: "انعقد مجلس الوزراء الحربي بالفعل ليلة الأربعاء لعقد اجتماع مقرر مسبقًا بشأن الأسرى. بعد ذلك أعلن مكتب نتنياهو أن الفريق الذي يعمل على إطلاق سراح الأسرى والجنود المفقودين تلقى تعليمات ’بمواصلة المفاوضات’ أي تجديدها عمليًا بعد توقف دام أكثر من أسبوعين. ولكن ليس هناك سبب للنشوة. وتبقى الحقائق الأساسية دون تغيير. وتطالب حماس بوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب كشرط للتوصل إلى اتفاق. ولا يريد بنيامين نتنياهو أن يدفع مثل هذا الثمن الباهظ من وجهة نظره".

ولفت هارئيل النظر إلى صعوبة تقديم حماس الكثير من التنازلات في المفاوضات، إذ لا تزال "صامدة رغم الضغوط العسكرية المتجددة".

وفي وقت سابق، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان للتلفزيون العربي: إن "التصرفات الإسرائيلية قد تدفع المنطقة كلها إلى مزيد من توسيع الصراع"، مشيرًا إلى أن "مصر تعلن صراحة إغلاق معبر رفح من الجانب المصري بسبب السلوك الإسرائيلي".

وأوضح رشوان: "مصر لم تغير أي أوراق في مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل غير مهيئة لمفاوضات جادة بشأن وقف إطلاق النار". بعد مزاعم نشرتها شبكة "سي إن إن"، عن تقديم مصر مقترح مختلف لوقف إطلاق النار لحركة حماس.