30-مارس-2024
محمود عباس واليوم التالي

تأتي الخطة الأمريكية، من أجل إعداد السلطة الفلسطينية لـ"اليوم التالي" ما بعد الحرب على غزة (Jacquelyn Martin/AP)

تحدثت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن خطة أمريكية تحت عنوان "إصلاح السلطة الفلسطينية"، سوف تتضمن إيقاف الدفعات المالية إلى أسر الشهداء والأسرى، وهي قضية تثيرها حكومة نتنياهو على مدار سنوات.

وتأتي هذه القضية ضمن خطة أمريكية، من أجل إعداد السلطة الفلسطينية لـ"اليوم التالي" ما بعد الحرب على غزة.

خطة الإصلاح الأمريكية الأوسع للسلطة الفلسطينية تتكون من حوالي عشرين مقترحًا

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن التوافق على هذه الخطوة "يشكل انتصارًا رئيسيًا للدفعة الأميركية المتعددة الأوجه لإصلاح السلطة الفلسطينية، بدءًا من وضع تدابير لمكافحة الفساد إلى تحسين الخدمات الأساسية، حتى تتمكن من تولي حكم قطاع غزة بعد نهاية الحرب".

ووفق المصدر الأمريكي، فإن السلطة الفلسطينية ستعمل على استبدال برنامج الرواتب إلى أسر الشهداء والأسرى إلى "برنامج رفاه عام".

اقرأ/ي: من أصدر بيان فتح الأخير بشأن غزة وحماس؟

                 "كأننا سجناء".. شهادات مروعة لمرضى غزة في مصر

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "لقد كان هناك قدر كبير من العمل بشأن هذا الأمر خلف الكواليس، والتقدم مشجع". وأكد مسؤول آخر في الإدارة الأمريكية أنه من المتوقع إجراء تغييرات على النظام قريبًا.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن "خطة الإصلاح الأمريكية الأوسع للسلطة الفلسطينية تتكون من حوالي عشرين مقترحًا". مشيرةً إلى أنها بعضها "عبارة عن طلبات طويلة الأمد، مثل إنشاء آلية جديدة لمكافحة الفساد. والتغييرات في كيفية دفع أجور المتقاعدين وطرق توفير المال في نظام إحالة الرعاية الصحية الخاص بهم. وتعتزم الولايات المتحدة أيضًا المساعدة في تدريب قوات الأمن الفلسطينية على العمل في غزة كجزء من جهود تحقيق الاستقرار على المدى الطويل".

قال مسؤول مطلع على القضية إن "الخطة ليست ثابتة، وليست إملاءات للفلسطينيين. ومن نواحٍ عديدة، فإن مقترحاتها هي نتيجة سنوات من التفكير والمحادثات"، وفق قوله.

وتبين الصحيفة الأمريكية، أن عباس الآن أمثر "انفتاحًا على فكرة حكم غزة الآن". وتتابع بالقول: "مع ذلك، فإن بعض قرارات عباس حتى الآن ليست جريئة بما فيه الكفاية بالنسبة لبعض المسؤولين الأمريكيين. رئيس الوزراء الجديد مصطفى تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وعمل في البنك الدولي ويعتبر من التكنوقراط. لكنه يُنظر إليه أيضًا على أنه قريب من عباس، وهناك تساؤلات حول دوره في الفساد السابق للسلطة الفلسطينية".

وأبدى بعض أعضاء إدارة بايدن، خاصة في وزارة الخارجية، تحفظات بشأن الاختيار، كما فعل بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين.

وقال دينيس روس، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي أمضى سنوات في التفاوض على اتفاقيات السلام المختلفة في الشرق الأوسط: "محمد مصطفى ليس شخصًا يبعث برسالة إصلاح". لكن آخرين في وزارة الخارجية، وكذلك كبار المسؤولين في الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، قالوا إن الأمر لا يستحق الخلاف مع عباس بشأن مصطفى. كما زعموا أن الولايات المتحدة يجب أن تتجنب الظهور كما لو أنها "تفرض زعيمًا على الفلسطينيين".

وقال مسؤول أمريكي: "نحن نعتقد أن مصطفى تكنوقراطي جدي. إنه ليس مثاليًا، لكنه يمكن أن يشكل ترقية كبيرة مقارنة برئيس الوزراء الذي استقال مؤخرًا محمد اشتية".

وقال مسؤول أميركي ثالث مطلع على قضايا الشرق الأوسط: "إن القوى الموجودة في المنطقة لا تستطيع أن ترى نفسها منخرطة بطريقة جدية في غياب إصلاح السلطة الفلسطينية".

ويوم أمس، رحبت الولايات المتحدة بتشكيل حكومة السلطة الفلسطينية الجديدة، وجاء تشكيل الحكومة بعد دعوة إدارة بايدن إلى "تجديد وتنشيط" السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على "أمل أن تتمكن أيضًا من إدارة قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب".

وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة تتطلع إلى العمل مع مجموعة الوزراء الجديدة "لتنفيذ إصلاحات ذات مصداقية".

وأضاف ميلر: "إن تنشيط السلطة الفلسطينية أمر ضروري لتحقيق نتائج للشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وغزة وتهيئة الظروف للاستقرار في المنطقة الأوسع".