الترا صوت - فريق التحرير
تنطلق مساء اليوم السبت لقاءات اليوم الأول من دور الربع نهائي في كأس أمم أفريقيا 2022، المقامة حالياً بالكاميرون، حيث يصطدم المنتخب التونسي على أرضية ملعب رومدي بمدينة غاروا بنظيره البوركيني في لقاء سيكون ثأري لنسور قرطاج، بينما تطمح الخيول البوركيني لإثبات تفوقها على تونس والتأهل لنصف النهائي للمرة الرابعة بتاريخها.
يصطدم المنتخب التونسي بنظيره البوركيني في لقاء سيكون ثأريًا لنسور قرطاج، بينما تطمح الخيول البوركيني لإثبات تفوقها على تونس والتأهل لنصف النهائي للمرة الرابعة بتاريخها.
بعد مسار كارثي بالمرحلة الأولى كانت حصيلته هزيمتين وفوزٍ يتيم، تأهّل المنتخب التونسي إلى الدور الثاني، ورغم ذلك لم يسلم زملاء يوسف المساكني معية الإطار الفني من أسهم الانتقادات، من قبل الأوساط الرياضية في تونس، سيما في الشق الهجومي، الذي وحسب المراقبين عانى من عقم ناتج عن سوء خيارات وتوظيف الإطار الفني، بالإضافة لانتهاج أسلوب لعب يحد من تألق بعض اللاعبين البارزين، إلا أن النغمة تغيرت بعد الفوز الملحمي في مباراة الثمن نهائي على نيجيريا بهدفٍ نظيف، فتغنت الصحف بالانتصار وأفضت إلى قناعة بأن الصلابة الدفاعية هي أبرز أسلحة كتيبة الكبَيِر في طريقها لنصف النهائي.
المنتخب التونسي قاوم كل العراقيل التي واجهته بالدور الثاني، والمتمثلة أساسًا في غياب جزء هام من زاده البشري على غرار علي معلول وغيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان، جراء اصابتهم بفيروس كورونا، واستطاع فك شيفرة استمرّت لربع قرن، والفوز على المنتخب النيجيري بكثير من الانضباط التكتيكي والتفوق الدفاعي، بعزل كل نجوم المنتخب النيجيري من أسلحتهم الرئيسية، واستغلال محكم للهجمات المرتدة.
نهج مباراة نيجيريا رجح كفة نسور قرطاج، ما يجعل استمرارية التعويل عليه قائمة، سيما بعد تصريحات مساعد المدرب جلال القادري الذي ناب الكبَيِر المصاب بالفيروس في الأيام الماضية، بالندوة الصحفية حيث قال "فزنا بالمباراة السابقة لأننا لعبنا بثوابتنا وتحلينا بالانضباط التكتيكي والتركيز الذهني لأخر المقابلة، وهذا ما يجب أن نتحلى به بمباراة الغد إن أردنا العبور للنصف"، وأوضح القادري أنه بالنسبة لهم المنتخب البوركيني لا يقل قوة عن نظيره النيجيري، لذلك سيتم التعامل معه بالحذر والاحترام الكافي "لا أعتقد بأن المنتخب البوركيني في مستوى أقل من نيجيريا، سنتعامل معه باحترام وكأنه الأكثر حظوظًا".
وتبدو الفرصة مواتية هذه المرة أمام النسور للثأر من الخيول البوركينية التي أبعدتهم بالدور ذاته قبل خمس سنوات بكان 2017، والعبور للنصف نهائي، معولين في ذلك على استعادة بعض الأسماء الأساسية لمراكزها بعد الشفاء من فيروس كورونا، على غرار علي معلول في الجهة اليسرى للدفاع وغيلان الشعلالي في وسط الميدان، ووهبي الخزري الذي سيمنح تعزيزًا هامًا في الخط الأمامي، هذا الأخير الذي أبدى احتراماً كبيراً لمنتخب بوركينا فاسو في الندوة الصحفية، فقال "هم منتخب جيد ولديهم لاعبين مميزين، يلعبون بشكل متوازن وهم أقوياء جداً في الهجمات المرتدة".
على المقلب الأخر، المنتخب البوركينابي في مشاركته الحادي عشر بالمسابقة الإفريقية، يعلق أمالًا كبيرة على هذه البطولة، خاصة بعد الكبوة التي تعرض لها بتصفيات كأس العالم وفشله بالتأهل للدور الحاسم، فالمنتخب البوركيني خاض مسار مثالي بتصفيات المونديال، ولم ينهزم في أية مباراة من أصل ستة، لكن الحظ لم يحالفه وتفوق عليه المنتخب الجزائري بحاصل النقاط، خيبة أمل طالبت الجماهير بالاستعاضة عنها بتحقيق انجاز في الكان، وإن لم توحي بداية الخيول بالمسابقة بقدرتهم على ادراك ذلك، عندما انقاد لهزيمة بالمباراة الافتتاحية أمام الكاميرون، إلا أن الأمور تحسنت بعد ذلك وتمكن من اقتلاع بطاقة العبور الثانية عن المجموعة بفوز وتعادل.
أجهزت بوكينا فاسو في دور الستّة عشر على المنتخب الغابوني، في لقاء درامي حسمته ركلات الترجيح لصالح رفاق برتران تراوري، لتدخل مواجهة الربع نهائي وعينها على تأهل للمربع الذهبي، سيكون الرابع بتاريخها والثالث على حساب تونس، ويعد المنتخب البوركينابي من أكثر المنتخبات البالغة لدور الثمانية توازناً، حيث سجل هجومه أربع أهداف وقبلت دفاعاته أربع، وسيطر على المباريات بمعدل 44% حسب قوة المنافس، وذلك نِتاجًا للأسلوب الذي يتوخاه المدير الفني كامو مالو.
يمتاز كامو مالو بالقراءة الجيدة للخصوم، ويميل لتقسيم أوقات اللعب عبر فترات، حيث يراوح بين الهجوم المركز والمرتد ويركن للدفاع أحياناً، وتعتبر الأظهرة والأطراف من أبرز منافذ القوة خاصة الجهة اليمنى بقيادة هيسي كابوري وبرتران تراوري، مع بالتيه توري وياغو على الجهة اليسرى، ويعول مالو للإطاحة بالنسور التونسية على تشكيلة شابة في غالبها، اعتبرها اللاعب أداما جويرا بالندوة الصحفية أنها لا تنقصها الخبرة عندما قال، "صحيح أنه في الوقت الحالي لدينا فريق شاب مقارنة بما سبق، ولكن جميع هؤلاء اللاعبون يلعبون بالفعل في أوروبا، وينافسون بأعلى مستوى فلا تنقصهم الخبرة"، من جانبه ركز كامو مالو في الندوة الصحفية قبل المباراة كثيراً على روح الفريق والعزيمة التي يتحلى بها فقال "هذه مباراة لا بديل عن الفوز بها، إنها مباراة ذات رهان مرتفع، منتخب تونس يملك فريقا ممتاز ولكني لا أعتقد أنهم أكثر عزما من فريقنا".
تاريخ المواجهات:
تواجه المنتخب التونسي سابقاً مع نظيره البوركيني في ستة مناسبات مالت الكفة خلالها بشكل لافت للخيول البوركينابية التي فازت في ثلاث مباريات، بينما حقق نسور قرطاج فوز يتيم، وحسمت نتيجة التعادل مباراتين، وسجل منتخب تونس في شباك بوركينا فاسو 14 هدف، بينما سجل منتخب بوركينا فاسو في شباك منتخب تونس 15 هدف، أما بالكان فقد تواجه مرتين سابقاً بالدور ذاته، حيث دارت المقابلة الأولى بربع نهائي كان 1998 الذي احتضنته بوركينا على أرضها وانتهت نتيجته بتفوق البوركينيين بركلات الترجيح، أما المقابلة الثانية فكانت بكان الغابون 2017، وأقصى فيها زملاء بانسي المنتخب التونسي بهدفين دون رد.
اقرأ/ي أيضًا:
أداء مغربي أمتع الجميع.. أسود الأطلس إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا
نسور قرطاج تحلّق عاليًا وتطيح بنيجيريا خارج كأس أمم أفريقيا