21-سبتمبر-2019

من مظاهرات الجمعة (رويترز)

الترا صوت - فريق التحرير

استجابة لدعوات الممثل والمقاول المصري محمد علي، واستجابة أيضًا لضغوط الواقع الذي فرض نفسه على المصريين من تدهور في المجال العام سياسيًا واقتصاديًا؛ خرج المصريون مساء الجمعة 20 أيلول/سبتمبر 2019، في تظاهرات بالقاهرة وعدد من المحافظات.

تناولت الصحف العالمية التظاهرات بعين المتابع الحذر، مستخدمة تعبيرات وتراكيب لغوية تمشي على أطراف أصابعها

وكان الاتحاد المصري لكرة القدم، قد بدل موعد مباراة هامة بين أكبر فريقين، الأهلي والزمالك، بما يتعارض مع الموعد الذي دعا له محمد علي للخروج في التظاهرات، ما دفع بالمتظاهرين للخروج بعد انتهاء المبارة، باستغلال زخم مشاهدتها على المقاهي.

اقرأ/ي أيضًا: "التحرير" يستقبل أهله.. والسيسي يطير لأمريكا

وخرجت المظاهرات في عدد من المحافظات والمدن المصرية، على رأسها محافظة القاهرة، إذ خرجت مظاهرات في ميدان التحرير وما حاوطه من شوارع وميادين. 

وخرجت كذلك تظاهرات في مدن الإسكندرية والمنصورة والمحلة ودمياط والسويس ومرسى مطروح، فيما تعد أول سلسلة تظاهرات ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ مظاهرات رفض التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، والتي كانت محدودة.

تناولت الصحف العالمية التظاهرات بعين المتابع الحذر، مستخدمة تعبيرات وتراكيب لغوية تمشي على أطراف أصابعها، مع بعض ما بدا ترقب لرد فعل الدولة، التي لم يخرج عن أيّ من مؤسساتها أي رد فعل رسمي حتى الآن.

حراك "صغير و نادر".. غاضب في مجمله

البداية مع وكالة رويترز، التي استخدمت عنوانًا لافتًا، هو: "احتجاجات صغيرة لكنها نادرة في مصر بعد دعوة عبر الإنترنت للمعارضة".

العنوان الذي استخدمته رويترز لوصف المظاهرات "بالصغيرة لكن النادرة"، وقع تحت متن وصف الحشود بـ"المبعثرة" و"الصغيرة". 

وتحدثت وكالة الأنباء الدولية في تغطيتها للتظاهرت عن رفض الحكومة التعليق على الأحداث، كما أشارت إلى عدم تغطية التلفزيون الرسمي المصري لأي من المظاهرات.

المظاهرات في مصر

أما صحيفة نيويورك تايمز، فلجأت لوصف المظاهرات بـ"النادرة" دون تصغيرها. كما أشارت في العنوان إلى أنها انتشار المظاهرات في العديد من المدن المصرية: "مظاهرات نادرة ضد الرئيس المصري تندلع في القاهرة ومدن أخرى".

وكانت نيويرك تايمز أكثر وضوحًا في وصف طريقة وصول الرئيس السيسي للحكم: "انقلاب عسكري"، قالت إنه رافقه "تعزيز قبضته بالقمع الذي أسكت المعارضة، وأنهى كل شكل من أشكال الديمقراطية". كما تحدث التقرير عن استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

من جهتها، أفردت صحيفة واشنطون بوست مقالًا مطولًا لتغطية شاملة للأحداث في مصر، تحت عنوان: "مقاطع فيديو لأحد رجال الأعمال عن مزاعم فساد على مستوى عال تُدهش المصريين".

وجاء المتن أكثر دقة، بما يوضح متابعة جيدة للأحداث الأخيرة في مصر، منذ بداية ظهور فيديوهات محمد علي، مرورًا بالاتهامات التي وجهها للسيسي وقادة في الجيش على مدار عدة أيام، وصولًا لدعوته المصريين للنزول للتظاهرة ساعة واحدة فقط، انتهاءً بتجاهل الإعلام المصري الرسمي التعاطي مع المظاهرات.

وكان العنوان الأكثر جرأة من نصيب صحيفة الجارديان البريطانية: "المصريون يصرخون ارحل يا سيسي في مظاهرات نادرة ضد رئيس البلاد"، ومرة أخرى استخدام تعبير "نادرة".

الصحفي المحلية.. لا أحد هنا!

غابت وسائل الإعلام المصرية بشكل شبه كامل عن التعاطي مع مظاهرات الأمس، إلا من بعض المحاولات لنفي وجود مظاهرات أصلًا، أو خروج أي أحد للشوارع، تكاثفت، أي هذه المحاولات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت بعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على النظام المصري، إن الصور للمتظاهرين في التحرير، ليست إلا صور مشجعي النادي الأهلي يحتفلون بعد فوزهم في المباراة، علمًا بأنّ هذه المواقع، لم تلجأ إلا لصورة واحدة فقط للتحليل، متجاهلة عشرات الصور والفيديوهات الأخرى.

"Walk and Talk".. نشرة التظاهرات من قلب الحدث

عبر صفحتها على فيسبوك، نشرت سالي نبيل، الصحفية في BBC، مشاركتها الحية في تغطية التظاهرات في قلب الحدث بميدان التحرير في القاهرة.

وشاركت نبيل نقل الصورة مباشرةً من الشارع، ومن حولها الجموع الغاضبة، بينما قاطعتها في أثناء التغطية ما قامت به قوات الأمن المصرية من تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع.

غابت وسائل الإعلام المصرية بشكل شبه كامل عن التعاطي مع مظاهرات الأمس، إلا من بعض المحاولات لنفي وجود مظاهرات أصلًا

وتعد تغطية الصحفية سالي نبيل، الأقرب للحدث من بين التغطيات الصحفية الأخرى للتظاهرات في مصر، والتي اعتمدت أساسًا على صور ومقاطع فيديو لمواطنين في الشارع.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

بواقعية وحذر.. هكذا تفاعل المصريون مع دعوات التظاهر ضد السيسي

#كفاية_بقى_ياسيسي يتصدر عالميًا.. ودعوة لمظاهرات لساعة واحدة فقط!