يبدو أنّ مزاعم نجاة هتلر، تجاوزت كونها مجرد شائعات، إلى الدرجة التي دفعت الـ"سي آي إيه" إلى التعامل معها بجدية، وبدأت حملة بحثٍ عن الزعيم النازي في دول أمريكا اللاتينية. هذا ما كشفت عنه صحيفة "ذا صن" البريطانية بعرضها جزءًا من وثائق كُشف عنها حديثًا للاستخبارات المركزية الأمريكية، توضح طبيعة البحث عن هتلر بعد سقوط برلين عام 1945. السطور التالية هي ترجمة لتقرير "ذا صن".
كشفت وثائق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، رفعت عنها السريّة حديثًا، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تحقق فيما إذا كان الزعيم النازي أدولف هتلر يعيش في أمريكا الجنوبية، وذلك في وقتٍ متأخر من عام 1955.
خلال خمسينيات القرن الماضي، كانت الاستخبارات المركزية الأمريكية، تبحث بجدية في احتمالية أن هتلر لا يزال حيًا
وتظهر ملفات الوثائق أنّ جنديًا سابقًا من منظمة "شوتزشتافل" التابعة للحزب النازي، قال لجواسيس أمريكيين، إنه كان يلتقي بشكل منتظم بالزعيم النازي في كولومبيا.
اقرأ/ي أيضًا: عرب وصهاينة ونخب في صحة هتلر!
وتقول الوثائق إنّه من المحتمل أنّ هتلر عمل موظفًا لصالح شركة شحن، قبل أن يهرب إلى الأرجنتين. كما تضمن الملف الذي قدّمه مدير مكتب "سي آي إيه" في فنزويلا، صورةً للمخبر فيليب سيتروين، يُزعم أنها التقطت له مع هتلر في منتصف الخمسينيات.
وجاء في الملف: "صديق مخبر السي أي إيه، يُفيد بأنه في أواخر أيلول/سبتمبر 1955، أخبره فيليب سيتروين -وهو جندي سابق في شوتزشتافل- سِرًا، بأن أدولف هتلر لا يزال على قيد الحياة. وادعى سيتروين أنه كان يتواصل مع هتلر مرةً في الشهر تقريبًا في كولومبيا خلال رحلتهِ من ماراكايبو إلى ذلك البلد كمُوظَّف في شركة الشحن الملكية الهولندية".
والحكاية المعروفة، هي أنّ هتلر انتحر هو وحبيبته إيفا براون في مخبأ ببرلين، في نيسان/أبريل 1945، بعد أن اجتاحت القوات السوفيتية المدينة، وكانت على بعد بضع مئات الأمتار منه. ووفقًا لنفس الرواية، فقد عثر الجنود السوفييت على جُثته فيما بعد، في حفرة قذيفة، ثم دفنوه في بقعة غير مميزة، ثم استسلمت ألمانيا لقوات الحلفاء بعد ذلك بأسبوع. ومع ذلك، انتشرت الشائعات واستمرت لعقود، بأنّ هتلر نجا وهرب إلى مكان ما، يتردد غالبًا أنّه أمريكا الجنوبية.
وتكشف الوثائق التي أُفرج عنها حديثًا، أن العملاء الأمريكيين، كانوا بتعاملون بجدية مع فكرة بقاء هتلر على قيد الحياة، وقد أرسلوا للسلطات الأمريكية ما اعتبروا أنها أدلة على ذلك.
وما زاد من حماسة عملاء الاستخبارات الأمريكية، أنّ كلًا أدولف أيخمان، مُخطِّط محرقة الهولوكوست، وكذا جوزيف منجيل الطبيب النازي الذي أجرى تجارب على سجناء أوشفيتز؛ عثر عليهما في الأرجنتين والبرازيل. وكانت الاستخبارات الإسرائيلية قد اختطفت الأول (أيخمان) وأعدمته شنقًا عام 1961، لكن منجيل استطاع الهرب منهم، إلا أنه غرق عندما كان يسبح قبالة السواحل البرازيلية عام 1979.
ما جعل عملاء الـ"سي آي إيه" متحمسين لفكرة هروب هتلر لأمريكا الجنوبية، أن عددًا من القادة النازيين هربوا بالفعل إلى هناك
والمثير في الوثائق، أن الملف الذي تضمنته، والذي كان قد أرسله مكتب "سي آي إيه" في فنزويلا، إلى واشنطن، احتوى ملاحظات بخط اليد تقول إن المخبر السري الثاني (اسمه الرمزي سيملودي-3)، الذي أكد هو الآخر أن هتلر لا يزال حيًا؛ يُعد مخبرًا موثوقًا نسبيًا.
اقرأ/ي أيضًا:
أوروبا واليمين.. عصر الظّلام المُقبل
مترجم: "أمريكا ترامب تذكّر بألمانيا هتلر قبل الحرب العالمية الثانية"