27-مايو-2024
مجزرة في رفح

(Getty) أعربت منظمة أطباء بلا حدود، عن رعبها بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح

خيام محروقة وأشلاء في كافة أنحاء المخيم، على هذا المشهد دخل اليوم الـ234 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ نفذت طائرات الاحتلال غارات بصواريخ ثقيلة على مخيم للنازحين في مدينة رفح، مع مواصلة العدوان البري على المدينة.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة جديدة في مدينة رفح، أدت إلى استشهاد 40 فلسطينيًا، بعد استهداف مركز للإيواء، تتواجد فيه العائلات النازحة.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى اشتعال النيران في الخيام داخل المخيم. ووقعت الغارة في حي تل السلطان غرب رفح، حيث كان آلاف الأشخاص يحتمون بعد فرار الكثيرين من المناطق الشرقية للمدينة حيث بدأ جيش الاحتلال هجومه البري عليها.

قال مدير مستشفى أبو يوسف النجار للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال ارتكب مجزرة في مخيم للنازحين في رفح رغم ادعائه منذ أيام أن المنطقة آمنة"

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفاها الميداني في رفح يستقبل تدفقًا من المصابين، وإن مستشفيات أخرى تستقبل أيضًا عددًا كبيرًا من الجرحى نتيجة القصف في رفح.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن غالبية ضحايا المجزرة الإسرائيلية في رفح من النساء والأطفال. وجاء في بيان لها: "لم يسبق تحشيد هذا الكم من أدوات القتل الجماعي وتوظيفها مجتمعة أمام أنظار العالم كما يحدث في غزة".

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: إن "الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية باستهدافه مراكز النزوح والإيواء في القطاع"، مضيفًا: "أكثر من 190 شهيدًا في مجازر ارتكبها الاحتلال بأكثر من 10 مراكز لإيواء النازحين".

بدوره، قال مدير مستشفى أبو يوسف النجار للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال ارتكب مجزرة في مخيم للنازحين في رفح رغم ادعائه منذ أيام أن المنطقة آمنة".

وأوضح الطبيب مروان الهمص أن "الوضع الإنساني كارثي ولا نستطيع التعامل مع الحالات التي وصلت إلى المستشفى"، مشيرًا إلى أن "الوضع الصحي في رفح كارثي جراء نفاد الأدوية وعجز المستشفيات عن تقديم الخدمات الطبية".

وأشار الدفاع المدني في غزة للتلفزيون العربي، إلى أن طواقمه تواجه صعوبات في الوصول إلى الجرحى بسبب الاستهداف المباشر.

وفي السياق نفسه، قالت حركة حماس: إن "جيش الاحتلال ارتكب مجزرة بشعة بحق المواطنين النازحين في الخيام غربي مدينة رفح"، مشيرةً إلى أن "مجزرة رفح تحد وتجاهل لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبت جيش الاحتلال بوقف عدوانه على المدينة".

وحملت حركة حماس الإدارة الأميركية والرئيس بايدن بشكل خاص المسؤولية الكاملة عن مجزرة الاحتلال في رفح. مضيفةً: "الاحتلال لم يكن ليرتكب مجزرة رفح لولا الدعم الأميركي والضوء الأخضر له لاجتياح المدينة".

واستمر بيان حماس في القول: "نطالب بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية والضغط من أجل وقف سفك دماء المدنيين، كما ونطالب كل الأطراف وخاصة مصر بالضغط على الاحتلال لسحب جيشه من معبر رفح وتسهيل خروج الجرحى ودخول المساعدات".

بدورها، قالت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز: "قصف إسرائيل لمخيم نازحين برفح تحدٍ صارخ للقانون والنظام الدوليين".

أعربت منظمة أطباء بلا حدود، عن رعبها بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح. وقالت إن الهجوم "يظهر مرة أخرى أنه لا يوجد مكان آمن".

وأضافت منظمة أطباء بلا حدود: "تم نقل عشرات الجرحى وأكثر من 15 ضحية إلى نقطة ندعمها". وكررت المنظمة دعوتها إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة.

وعلى صعيد القصف في أماكن آخر، أفادت مصادر محلية، بأن مدفعية الاحتلال قصفت منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، بالتزامن مع قصف آخر استهدف حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة.

ويواصل جيش الاحتلال هجومه البري على مخيم جباليا، إذ يطوق المخيم من كافة الجهات، ويستمر في قصفه من الجو والأرض.

كما قصفت طائرات الاحتلال منزلًا بمنطقة الزرقا شمال مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم الطفلة ‏قمر هاني البطران، هي ووالدتها الحامل.

واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون، في قصف لطائرات الاحتلال الحربية على منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة.

وجنوبًا، قصفت مدفعية الاحتلال حي قشطة ومخيم يبنا وسط وجنوب رفح.

وأكدت مصادر محلية، سقوط 3 شهداء وإصابات، جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلًا قرب مفترق بدر غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه مراكب الصيادين العاملين في بحر القرارة شمال غرب مدينة خانيونس.

مفاوضات التبادل

وبعد أسابيع من عرقلة إسرائيل مفاوضات التوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، فإن التحرك الإسرائيلي الجديد يبقى في حدوده الدنيا.

وقال مسؤول مطلع على الأمر إنه تم اتخاذ قرار لاستئناف المحادثات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة من وسطاء مصريين وقطريين وبمشاركة أميركية نشطة. لكن مسؤولًا في حماس قلل من شأن التقرير وقال لـ"رويترز: "إنها غير صحيحة".

وقال القيادي في حماس عزت الرشق إن الحركة لم تتلق أي شيء من الوسطاء بشأن مواعيد جديدة لاستئناف المحادثات كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

وجدد الرشق مطالب حماس التي تشمل: "وقف العدوان بشكل كامل ودائم في قطاع غزة بأكمله وليس رفح فقط".

وقال مكتب نتنياهو إن مجلس الوزراء الحربي سيناقش المقترحات الجديدة. فيما أكد نتنياهو مرة عدة على أن "صفقة التبادل لن تنهي الحرب".

بدوره، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري للتلفزيون العربي: "لا خيار أمام الإدارة الأميركية إلا الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة"، مشيرًا إلى أن "ما تحققه المقاومة يخدم موقف وفدنا المفاوض ويقطع الطريق أمام فرض الشروط علينا".

وأضاف أبو زهري للعربي: "لا تنازل عن انسحاب كامل للاحتلال والقبول بوقف دائم لإطلاق النار"، وتابع: "لم يصلنا جديد بشأن ما يروج عن اتصالات لوقف إطلاق النار في غزة".

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن تل أبيب قدّمت للوسطاء مقترحين مختلفين لتجديد مفاوضات الصفقة مع حركة حماس. ووفق مصادر القناة الإسرائيلية، فإن المقترحات لا تختلف عن بعضها، وكلها لا تشمل وقف إطلاق النار.

بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بويل: "يجب تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية الصادر الأسبوع الماضي"، وأضاف "مقتل أكثر من 30 شخصًا من النازحين في رفح يدفعنا للمطالبة بضرورة تطبيق قرار محكمة العدل الدولية".

وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ستبحث كيفية التعامل مع تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بشأن رفح.

هجوم متواصل على الأونروا

ومن المقرر أن يجري الكنيست الإسرائيلي تصويتًا أوليًا على تصنيف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) كـ"منظمة إرهابية"، ومن ثم قطع جميع العلاقات مع الوكالة الأممية، التي تعتبر المزود الرئيسي لخدمات الإغاثة لـ 5.9 لاجئًا فلسطينيًا في الشرق الأوسط.

وبحسب عضوة الكنيست من حزب "يسرائيل بيتنو" يوليا مالينوفكسي، مقدمة مشروع القانون، فإن الهدف منه هو "إعلان الأونروا كمنظمة إرهابية لجميع المقاصد والأغراض وكذلك الأمر بإنهاء العلاقات [والتعاون] بين دولة إسرائيل والوكالة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".

ويأتي مشروع القرار، بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية، الذي أشار إلى أن إسرائيل لن تضمن دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بشكل كافٍ.

ويتزامن مع إعادة إيطاليا تمويلها للوكالة الأممية، بعد قطعه على خلفية مزاعم إسرائيلية عن مشاركة 12 موظفًا من الأونروا في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر. وعاد تمويل الأونروا من معظم الدول الأوروبية بعد توقف مؤقت.

قصف تل أبيب

وفي تطور لافت، أعلنت كتائب القسّام عن قصف تل أبيب لأول مرة منذ 29 كانون الثاني/يناير، فيما قالت إنه "ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين". بينما أعلن جيش الاحتلال عن مقتل اثنين من جنوده خلال المعارك في غزة.

وأشارت كتائب القسام إلى استهداف دبابة إسرائيلية في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، بالإضافة إلى استهداف أخرى بعبوة "شواظ" في محيط مسجد الأنصار شرق معسكر جباليا شمال القطاع.

وعلى صعيد القصف، أشارت كتائب القسام إلى عملية قصف بالهاون في حي القصاصيب في مخيم جباليا، وأخرى من خلال منظومة "رجوم" قصيرة المدى على محور نتساريم.

وفي بلاغ آخر، جاء: "بعد عودتهم من خطوط القتال.. أبلغ مجاهدونا عن تمكنهم من استهداف 5 دبابات صهيونية وجرافتين عسكريتين وناقلة جند بقذائف الياسين 105 وتاندوم وعبوات شواظ والعمل الفدائي في منطقة بلوك 2 وشارع الداخلية بمخيم جباليا شمال القطاع".

وورد في بلاغ آخر لكتائب القسام: "في محيط مسجد الخلفاء الراشدين بمعسكر جباليا شمال القطاع.. تمكن مجاهدو القسام من استهداف ناقلة جند صهيونية وجرافة عسكرية من نوع D9 بقذيفتي الياسين 105، بالإضافة لاستهداف دبابة من نوع ميركافا 4".

وفي يوم أمس، قالت سرايا القدس: "نخوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع جنود وآليات العدو الصهيوني في محور التقدم مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة". وأشارت إلى عملية قصف تجاه مستوطنات غلاف غزة، وأخرى في حي القصاصيب وشمال جباليا.

وأضافت في بلاغ آخر: "بعد عودة مجاهدينا من خطوط الاشتباك في مخيم جباليا أكدوا استهدافهم لمجموعة من جنود العدو بقذيفة مضادة للأفراد كانت تتحصن في أحد المباني مؤكدين وقوع أفرادها بين قتيل وجريح". كما أكدت استهداف دبابة إسرائيلية شرق بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح.

وفي السياق نفسه، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ 15 عملية قصف وإطلاق صواريخ تجاه المواقع والمعسكرات الإسرائيلية.