27-مايو-2024
مجزرة رفح

(Getty) الغارة الإسرائيلية في رفح كانت على مناطق زعم جيش الاحتلال أنها آمنة

وصفت منظمات حقوقية وإنسانية القصف الإسرائيلي على مدينة رفح بـ"الدموي والوحشي"، إذ أدى إلى سقوط 50 فلسطينيًا بين شهداء وجرحى، كلهم من العائلات النازحة داخل مخيم للنازحين غربي مدينة رفح.

وكتبت الأونروا، على موقع "إكس"، إن "المعلومات الواردة من رفح حول وقوع المزيد من الهجمات على العائلات التي تبحث عن مأوى مرعبة".

وأضافت الوكالة الأممية: "هناك تقارير عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، بينهم أطفال ونساء بين القتلى. غزة جحيم على الأرض. والصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك".

إدانة ودعوة للتحقيق في القصف الإسرائيلي مخيم للنازحين في رفح، أدى إلى استشهاد وإصابة 50 فلسطينيًا

وجاءت الغارة بعد يومين من إصدار محكمة العدل الدولية أمرًا لإسرائيل بالوقف الفوري لهجومها على رفح، حيث لا يزال مئات الآلاف من المدنيين يلجأون إليها.

وأصدرت منظمة "أكشن إيد" بياناً ردًا على الهجوم "الوحشي" الذي وقع غرب رفح. وقالت المؤسسة الخيرية إن سلامة أي شخص في غزة ليست مضمونة، وكررت دعواتها إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وجاء في بيان "أكشن إيد": "إننا نشعر بالغضب والحزن إزاء الهجمات الأخيرة التي وقعت في غرب رفح، حيث أطلقت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية ثمانية صواريخ على ملاجئ مؤقتة تؤوي النازحين بالقرب من مستودعات الأونروا التي تخزن المساعدات الحيوية".

وأضاف البيان: "كان من المفترض أن تكون هذه الملاجئ ملاذًا آمنًا للمدنيين الأبرياء، لكنها أصبحت أهدافًا للعنف الوحشي. يُحرَق الأطفال والنساء والرجال أحياء تحت خيامهم وملاجئهم". ويقدر الدفاع المدني في غزة أن حوالي 100,000 نازح يتواجدون حاليًا في المناطق المستهدفة.

واستمر البيان في القول: إن "الصور القادمة من شركائنا للجثث المحترقة هي ندبة على وجه الإنسانية والمجتمع الدولي، الذي فشل حتى الآن في حماية سكان غزة. وقد نجا أحد زملائنا في منظمة أكشن إيد بأعجوبة من هذا العمل الوحشي، بعد أن غادر الملجأ قبل يوم واحد فقط من الهجوم. ولكن سلامة أي أحد غير مضمونة في غزة".

ووصفت رئيسة الادعاء العام العسكري في جيش الإسرائيلي يفعات تومر يروشالمي، الغارة التي شنها جيش على رفح بـ"الخطيرة للغاية"، مشيرةً إلى أن "تفاصيل الحادثة قيد التحقيق".

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحقق في نحو 70 حالة "اشتباه بانتهاكات لقانون الحرب"، من بينها مقتل أشخاص غير متورطين، وحوادث عنف ونهب، وظروف الاعتقال في معسكر "سديه تيمان".

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "هناك حملة لتصنيف الوكالة منظمة إرهابية وإخراجها من قطاع غزة والقدس".

وأضاف: "لا يوجد مكان آمن في غزة والصور الواردة من القصف أمس على رفح مروعة"، مشيرًا إلى أن "الاستهداف الإسرائيلي لمقرات الوكالة في غزة تسبب في مقتل 192 شخصًا من موظفينا".

وأقر جيش الاحتلال بتنفيذ 75 غارة في قطاع غزة خلال اليوم الماضي، كان أبرزها القصف الإسرائيلي على مخيم في رفح.

بدورها، قالت الرئاسة الفلسطينية: إن "استهداف خيام النازحين في رفح مجزرة تفوق الحدود كلها"، مشيرةً إلى أن "ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجزرة بشعة في رفح يمثل تحديًا لجميع قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الخاص بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف استهداف مدينة رفح".

وفي السياق نفسه، قالت حركة حماس: إن "جيش الاحتلال ارتكب مجزرة بشعة بحق المواطنين النازحين في الخيام غربي مدينة رفح"، مشيرةً إلى أن "مجزرة رفح تحد وتجاهل لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبت جيش الاحتلال بوقف عدوانه على المدينة".

وحملت حركة حماس الإدارة الأميركية والرئيس بايدن على نحو خاص المسؤولية الكاملة عن مجزرة الاحتلال في رفح. مضيفةً: "الاحتلال لم يكن ليرتكب مجزرة رفح لولا الدعم الأميركي والضوء الأخضر له لاجتياح المدينة".

واستمر بيان حماس في القول: "نطالب بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية والضغط من أجل وقف سفك دماء المدنيين، كما ونطالب كل الأطراف وخاصة مصر بالضغط على الاحتلال لسحب جيشه من معبر رفح وتسهيل خروج الجرحى ودخول المساعدات".

بدورها، قالت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز: "قصف إسرائيل لمخيم نازحين برفح تحدٍ صارخ للقانون والنظام الدوليين".

أعربت منظمة أطباء بلا حدود، عن رعبها بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح. وقالت إن الهجوم "يظهر من جديد أنه لا يوجد مكان آمن".

وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية القطرية: إنها تدين بـ"أشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيمًا للنازحين في رفح".

وأعربت عن الشعور بـ"قلق من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين".

ودانت الخارجية السعودية استهداف إسرائيل خيام النازحين بالقرب من مخازن الأونروا في رفح.

كما دانت الكويت العدوان الإسرائيلي على خيام النازحين في رفح، وتعتبره جرائم حرب وإبادة جماعية غير مسبوقة وصارخة.

ودعا أمين عام جامعة الدول العربية لضم "جريمة" رفح للمحاكم الدولية، حتى يتعزز لدى هيئاتها ملف الأدلة ضد إسرائيل.

وأكدت منظمة التعاون الإسلامي على إدانة القصف الإسرائيلي للنازحين في رفح، مشيرةً إلى أنها تعتبره "مجزرة بشعة" تستدعي تحركًا دوليًا.

وقالت الخارجية العُمانية: "ندين بشدة استمرار العدوان الإسرائيلي بغزة واستهداف خيام النازحين برفح وندعو لتدخل دولي رادع".

وقال رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، في منشور له "إكس"، إن إسرائيل قصفت ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" خارج رفح، مما أسفر عن مقتل عشرات النساء والأطفال. وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى شركاء مستعدين للجلوس حول الطاولة لمناقشة السلام".

بدوره، قال وزير خارجية إسبانيا: "علينا رفع صوتنا لدعم القانون الدولي فإسرائيل قصفت رفح بعد قرار العدل الدولية وسأطالب من بقية الوزراء الأوروبيين دعم عمل المحكمة".

من جانبه، قال وزير خارجية أيرلندا: "مواصلة إسرائيل الحرب في غزة تنتهك قرار العدل الدولية أعلى محكمة في العالم التي علينا الدفاع عن عملها واستقلاليتها هي والجنائية الدولية".

في وقت سابق، قالت منظمة العفو الدولية إنه ينبغي للمحكمة الجنائية الدولية أن تحقق في ثلاث غارات جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل 44 مدنيًا فلسطينيًا، بينهم 32 طفلًا، في قطاع غزة الشهر الماضي، باعتبارها جرائم حرب.

وأشارت المنظمة إلى أن الغارات، وهي واحدة على المغازي في 16 نيسان/أبريل، واثنتان على مدينة رفح في 19 و20 نيسان/أبريل 2024، أدت إلى إصابة 20 مدنيًا على الأقل.

وقالت إريكا جيفارا روساس، مديرة الأبحاث والمناصرة والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية: "لقد أهلكت هذه الضربات المدمرة عائلات، وأودت بقسوة حياة 32 طفلًا".

وأضافت: "تقدم النتائج التي توصلنا إليها أدلة حاسمة على الهجمات غير القانونية التي قام بها الجيش الإسرائيلي، حيث تقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بطلب لإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين كبار في إسرائيل وحماس، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومع استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد توغله البري في رفح، فإن هذه الحالات توضح أيضًا الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار".

واستمرت في القول: "على الرغم من الدعوات المتزايدة لوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يأمر بوقف إطلاق النار، وتحذير زعماء العالم من التوغل البري الإسرائيلي في رفح، واصل الجيش الإسرائيلي تصعيد عملياته، بما في ذلك هذه الهجمات المتواصلة على المدنيين".

وختمت في القول: "توضح الحالات الموثقة هنا نمطًا واضحًا من الهجمات التي وقعت خلال الأشهر السبعة الماضية، والتي انتهك فيها الجيش الإسرائيلي القانون الدولي، وقتل المدنيون الفلسطينيون مع الإفلات التام من العقاب، وإظهار التجاهل القاسي للحياة البشرية".