11-يناير-2024
المسجد العمري في غزة بعد تدميره من قِبل جيش الاحتلال

المسجد العمري في غزة بعد تدميره من قِبل جيش الاحتلال (Getty)

لم تستهدف "إسرائيل" في حربها العدوانية غير المسبوقة على قطاع غزة البشر والحجر فقط، بل عمدت إلى تدمير ثقافة القطاع وإرثه التاريخي عبر استهداف مؤسساته الثقافية ومعالمه الأثرية والتاريخية، التي يعود تاريخ بناء الكثير منها إلى مئات بل آلاف السنوات.

وهذا إلى جانب قصف المكتبات والمراكز الثقافية، وقتل المثقفين، وغيرها من الجرائم التي تندرج ضمن إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، ويسعى من خلالها إلى تدمير الحياة في القطاع المحاصر، ومحو ذاكرته وتاريخه.

تتعمّد "إسرائيل" تدمير ثقافة قطاع غزة وإرثه التاريخي عبر استهداف مؤسساته الثقافية ومعالمه الأثرية والتاريخية

في تقريرها الأولي حول أضرار القطاع الثقافي بغزة خلال الفترة بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و7 كانون الثاني/يناير 2024، الصادر أمس الأربعاء، رصدت وزارة الثقافة الفلسطينية تدمير جيش الاحتلال 24 مركزًا ثقافيًا بشكل كلّي أو جزئي، من بينها: المركز الثقافي الاجتماعي الأرثوذوكسي العربي، ومركز رشاد الشوا الثقافي، ومركز غزة للثقافة، والفنون وقرية الفنون والحرف، وغيرها.

ودمّر الاحتلال كذلك معظم المكتبات العامة والجامعية بغزة، بينها: مكتبة مركز الثقافة والنور، ومكتبة ديانا ماري صبّاغ، ومكتبة خان يونس، والمكتبة العامة التابعة لبلدية غزة، وكذلك مكتبات مركز العصرية، الجامعة الإسلامية والأزهر. ناهيك عن مكتبات بيع الكتب، كمعرض الشروق الدائم، ومكتبة دار الكلمة، وسمير منصور، والنهضة، وغيرها.

وطال القصف الإسرائيلي العديد من المتاحف، بينها: متحف خان يونس، والعقاد، ودير البلح، وشهوان، ومتحف المتحف، وقصر الباشا، والبادية. وذلك إضافةً إلى العديد من المواقع التراثية، مثل ميناء الأنثيدون، وكنيسة جباليا البيزنطية، والمقبرة البيزنطية، وتل السكن، وموقع تل أم عامر، وتل المنطار التاريخي، ومقام الخضر، وتل العجول، وتل رفح الأثري.

وأدى القصف كذلك إلى تدمير العديد من المساجد التاريخية بشكل جزئي أو كلي، مثل المسجد العمري الكبير الذي يُعد الأكبر والأقدم في غزة، ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من ألفي عام، حيث كان في البداية معبدًا وثينًا، ثم كنيسة، إلى أن أصبح مسجدًا. إضافةً إلى مسجد السيد هاشم، ومسجد الشيخ عبد الله، وابن عثمان، والشيخ شعبان، والظفر دمري، والعمري بجباليا.

كما تضرّرت جراء القصف كنيسة القديس برفيريوس، أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم. ناهيك عن العديد من البيوت والمعالم الأثرية، مثل بيت السقا، ومدرسة الكمالية، وبيت ترزي، وسيباط العلمي، وحمام السُمرة التاريخي، وقلعة برقوق، وقصر الباشا التاريخي، ومبنى بلدية غزة، وسوق الزاوية.

ولم تكن المؤسسات التعليمية بمنأى عن آلة الحرب الإسرائيلية، إذ تضرّرت مرافق أكثر من 19 جامعة وكلية بمختلف مناطق غزة، بينها جامعات تم استهدافها بشكل مباشر، مثل جامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية، وجامعة الأقصى، والقدس المفتوحة.

وإلى جانب المعالم التاريخية والمؤسسات الثقافية، استُشهد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب الوزارة، 41 كاتبًا وأديبًا ومثقفًا وأكاديميًا وفنانًا جراء القصف المتواصل منذ 97 يومًا.