14-سبتمبر-2022

صورة أرشيفية/الأناضول

ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة العلميات التي يقف خلفها تنظيم الدولة الإسلامية المكنى "داعش" في البادية السورية وريف دير الزور، حيث نفذ التنظيم 130 عملية ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد" منذ مطلع العام الجاري وعشرات العمليات ضد مليشيات داعمة لقوات النظام والقوات الروسية في البادية السورية. ويؤشر ارتفاع وتيرة عمليات التنظيم إلى عدم تأثر قدرته على شن الهجمات بشكل كبير على الرغم من أنه مستهدف من طرف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا من جهة وروسيا والنظام من جهة ثانية.

ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة العلميات التي يقف خلفها تنظيم الدولة الإسلامية المكنى "داعش" في البادية السورية وريف دير الزور

وفي أحدث عملياته، قتل التنظيم الأحد عنصرًا من مليشيا "لواء القدس" المساندة لقوات النظام السوري، وتسبب في إصابة آخرين في هجوم نفّذه على رتل لقوات النظام في ريف حماة الشرقي في البادية السورية. وبحسب مصادر محلية، فقد نفذ التنظيم هجومه بواسطة قاذفات خفيفة ورشاشات متوسطة، تسببت في تضرر 5 سيارات على الأقل من الرتل العسكري التابع لمليشيا "لواء القدس" الذي كان في جولة تمشيطية في المناطق النفطية الواقعة في ريف حماة الشرقي. ويشار في هذا الصدد إلى أن مليشيا "لواء القدس" تقود معركة ضد تنظيم داعش في مناطق البادية السورية الخطيرة، حيث تعتمد عليها قوات النظام والقوات الروسية في هذه المهمة وهو ما كبّدها خسائر فادحة في صفوف مسلحيها.

من جهتها أفادت "صحيفة الوطن" المحسوبة على النظام السوري بأن وحدات من قوات النظام "كثفت عمليات تمشيط قطاعات شرق مدينة البوكمال في بادية دير الزور، من خلايا تنظيم داعش الإرهابي بالتوازي مع القطاعات الأخرى في بادية حمص الشرقية، وكبدت التنظيم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد". في الشطر الآخر من البادية السورية، تزايدت أيضًا عمليات تنظيم الدولة الإسلامية المستهدفة هذه المرة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أمريكيًا، حيث نفّذ التنظيم هجومًا مطلع الأسبوع الجاري في ريف دير الزور الشرقي شمال نهر الفرات أوقع 6 أفراد في منطقة واقعة ضمن سيطرة قوات "قسد"، التي سبق لها وأن أعلنت مطلع عام 2019، نهاية التنظيم في ما بات يُعرف بـ"منطقة شرق نهر الفرات".

وقال تنظيم الدولة في منشور مصور يظهر العملية أنها جاءت انتقامًا من قوات "قسد" لتنفيذها حملة أمنية على مخيم الهول، بريف الحسكة، الذي يضم عائلات مسلحين من التنظيم. وفي هذا السياق أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 130 عملية هجومية نفذها تنظيم "داعش" في مناطق سيطرة "قسد" منذ مطلع العام الجاري 2022. وأوقعت هذه الهجمات حسب إحصائيات المرصد 104 قتيلًا، 67 منهم من "قوات سوريا الديمقراطية".

في أحدث عملياته، قتل التنظيم الأحد عنصرًا من مليشيا "لواء القدس" المساندة لقوات النظام السوري، وتسبب في إصابة آخرين

ويوم أمس الثلاثاء، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هجومًا مسلحًا لمجهولين يرجح أنهم من عناصر داعش على نقطة عسكرية تابعة لميليشيا لواء فاطميون الأفغاني، وذلك في محيط منطقة 55 بالبادية السورية، وبحسب ذات المصدر فقد "دارت اشتباكات بين الطرفين، دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، وتتواجد قوات التحالف في منطقة التنف". يشار إلى أن تنظيم داعش ينشط في البادية السورية برقعتها الجغرافية الواسعة التي تسمح لخلاياه بمراوغة القصف الجوي الذي ينفذه الطيران الروسي وبتنفيذ هجمات خاطفة ضدّ أعدائه المختلفين.