28-سبتمبر-2021

صراع يحتدم أكثر بعد نهاية الانتخابات الألمانية (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

بدأت الحسابات والمفاوضات بشأن التحالف الذي سيقود المرحلة القادمة، بعد أن أسدل الستار عن انتخابات حاسمة وُصفت بالأكثر تعقيدًا في ألمانيا منذ عقود. ورغم أن صناديق الاقتراع أغلقت، وأعلن الحزب الديمقراطي الاشتراكي فوزًا جاء بفارق ضئيل، إلا أن الفصل الأكثر صعوبة سيبدًا الآن، كما تشير تقارير عديدة.

بدأت الحسابات والمفاوضات بشأن التحالف الذي سيقود المرحلة القادمة، بعد أن أسدل الستار عن انتخابات حاسمة وُصفت بالأكثر تعقيدًا في ألمانيا منذ عقود

ويخطط زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الفائز، أولاف شولتز، العمل مع حزب الخضر والليبراليين، لكن منافسه المحافظ أرمين لاشيت، كما تشير التقرير عينها لن يستسلم بسهولة، ما يعني أن المحادثات ستيتغرق أشهر طويلة، وأن ساحة المنافسة ستنقل إلى المفاوضات التي تتلو الانتخابات، مع بقاء أنجيلا ميركل في منصب المستشارية خلال هذه الفترة.

اقرأ/ي أيضًا: الانتخابات الألمانية: أولاف شولتز يعلن تقدّمه حسب النتائج الأوليّة

وأظهرت أولى النتائج الرسمية الموقتة التي نشرت صباح الاثنين على موقع اللجنة الانتخابية، حصول الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة أولاف شولتز على 25,7% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ بقيادة أرمين لاشيت الذي حصل على 24,5% من الأصوات، فيما حل ثالثًا حزب الخضر الذي حصل على 14,3%  من الأصوات، تلاه الحزب الديمقراطي الحر الليبيرالي الذي حصل على 11,5 % من الأصوات، فيما تراجع حزب البديل اليميني المتطرف عن نتائجه المحققة في الانتخابات الماضية وحصل على 10,5 من أصوات الناخبين، فيما حصل اليسار على 4.9% من أصوات الناخبين.

وفي سابقة تدل على  ضبابية المشهد السياسي بعد الانتخابات، صرح زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين أولاف شولتز أن الناخبين يريدون منه أن يكون المستشار القادم. وقال "ما هو مؤكد هو أن العديد من المواطنين صوتوا للحزب الاشتراكي الديمقراطي لأنهم يريدون تغيير الحكومة وأيضًا لأنهم يريدون أن يكون أولاف شولتز المستشار القادم"، في المقابل قال أرمين لاشيت الذي كان يتحدث إلى جانب المستشارة  انجيلا ميركل، إن المحافظين يعتزمون تعيينه في منصب المستشار القادم، وأكد مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي "سنفعل كل ما في وسعنا لبناء حكومة يقودها المحافظون"، ففي ألمانيا لا يختار الناخبون مباشرة المستشار، بل النواب ما إن تتشكل الغالبية.

ويبدو أن البلاد تستعد لفترة طويلة من عدم اليقين فيما يتعلق بمسألة خلافة المستشارة ميركل بعد تعقيدات الحصول على الغالبية هذه المرة، بسبب تقارب النتائج الذي نتج عن تشتت الأصوات، ما يحتم أن  تكون الحكومة القادمة قائمة على تحالف 3 أحزاب على الأقل وهو أمر غير مسبوق منذ 1950.

وفي قراءة أولية لنتائج الانتخابات فإن النتائج التي تلوح في الأفق  تشير إلى أن من سيتولى منصب المستشار أم غير محسوم، ومفتوحة على عدة سيناريوهات ستحددها طبيعة التحالفات القادمة.

الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعتبر أن تصويت الناخبين له وحصوله على المرتبة الأولى بمثابة رغبة من المواطنين في التغيير لذا يعتبر أن منصب المستشارية من حقه، لكن من المؤكد أن المسيحيين الديمقراطيين لم يقولوا كلمتهم الأخيرة وسيدافعون عن حظوظهم للظفر بمنصب المستشارية، بالرغم من الانتكاسة التاريخية التي تعرضوا لها. حيث تعتبر نتائجهم هى الأدنى، فلم يسبق لمعسكر المحافظين أن سجل نسبة تقل عن 30%. هنا يأتي دور الخضر والليبيراليين  اللذين وصفتهما صحيفة "بيلد" الألمانية بأنهما "صانعا ملوك" في أي تحالف مستقبلي، إذ سيكون للحزبين الكلمة في تحديد اسم المستشار القادم.

في هذا السياق، سارع كل من أولاف شولتز عن الحزب الاشتراكي وأرمين لاشيت عن المسيحيين الديمقراطيين في إبداء رغبتهما  لإجراء محادثات مع هذين الحزبين من أجل تحالف حكومي محتمل، لكن حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، اللذين برزا كثالث ورابع قوة في هذه الانتخابات، يريدان إجراء مباحثات ثنائية بينهما في البداية، لتحديد خطواتهم القادمة رغم وجود الكثير من الاختلافات والقليل من التقاطعات بينهم. ويفترض أن تصدر عن الحزبين اللذين سيدخلان في ائتلاف مقبل، مؤشرات حول تحالفاتهما المحتملة بعد اجتماعهم الذي سيعقد في برلين.

يتخوف الكثير من الملاحظين من تكرار سيناريو انتخابات 2017، والذي لم يتم التوصل فيه إلى تشكيل الائتلاف الحكومي إلا بعد 6 أشهر من المفاوضات

مع ذلك، يتخوف الكثير من الملاحظين من تكرار سيناريو انتخابات 2017، والذي لم يتم التوصل فيه إلى تشكيل الائتلاف الحكومي إلا بعد 6 أشهر من المفاوضات، ما أدى إلى شلل سياسي في ألمانيا، ولا سيما على صعيد القضايا الأوروبية، لكن الحزبان أكدا أنهما يسعيان إلى بتّ أمر الحكومة قبل موعد عيد الميلاد أي في حد أقصاه نهاية السنة. وقال لاشيت: "ستتولى ألمانيا رئاسة مجموعة السبع في 2022، لذا ينبغي التوصل إلى تشكيل حكومة بسرعة كبيرة".